نصيحة لكل زوجة أشعري زوجك بالثقة والحب ثم ابدأي بترويضه
الحكاية قديمة تتجدد مع كل زواج يحدث!، فما أن يمضي شهر العسل بسلام وانسجام، حتى تبدأ الزوجة في وضع الخطط، لتغيير زوجها، ومحاولة تأهيله من جديد، ليصبح أفضل! أحسن! أكثر!.. عملاً بالمثل الشائع «ابنك.. وزوجك على ما تعوديه». والحق يقال، هي تفعلها بكل حب واقتناع.
وفي الجانب الآخر ينتاب الزوج الشعور بأنه غير محبوب بدرجة كافية، ولا يستحق الثقة، فيرفض الاستجابة، والبعض منهم يقبل على التغيير بنفس راضية!. هنا كان للعلماء ـ أيضاً ـ خطتهم، المدعمة برأي الطب النفسي، وعلم الاجتماع، والدراسات..
يقول الدكتور إسماعيل يوسف، أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس: في أي علاقة إنسانية وفي الزواج أكثر، لكل طرف مآخذه على الطرف الآخر، ودائماً ما يأمل في تغييره ـ thinking ـ wishfull.
فنجد الفتاة تقبل الزوج بعيوبه الواضحة، آملة بسذاجة الأطفال أن تغير ما به! وهي صفة موجودة في كل نساء العالم ورجاله، فالزوج يرى عيوب زوجته ويردد في نفسه: سوف أغيرها، وأعلمها الصح والخطأ.. أن تغيير الإنسان عملية شديدة التعقيد، تدخل فيها عوامل كثيرة، وتأخذ مساحة زمنية طويلة نسبياً، حالة إن تحقق التغيير.
يتغير لو..!
ويواصل الدكتور إسماعيل يوسف قائلاً: التغيير له شروطه، إذ كيف تتحكم الزوجة في كل العوامل التي تشارك في عملية التغيير؟ وكيف تصبر كل هذه الفترة الزمنية، من دون تصادم أو خلاف؟.. كل هذا يؤجل التغيير ويسبب العند لأحد الطرفين.
لو أحس طرف من الأطراف أن الآخر يريد أن يفرض سلوكاً ما أو نظاماً ما جديداً عليه، يرفضه بوعي، وكلما زاد العمر، كانت هناك صعوبة في التغيير بالنسبة للاثنين.
فهناك عادات وتكوينات ومواقف واتجاهات يمارسها بالفعل، ومرور الزمن عليها يعمل لها ترسيخاً وتثبيتاً ـ consilidation ـ أما إن قبلته على ما هو عليه أولاً، وأحبته، فيمكن أن تغيره لكن عبر الزمن، وربما بمساعدة الأسرة والأصدقاء.
نوعان من التغيير
بينما يقسم الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بالقصر العيني محاولات التغيير إلى قسمين: واحدة تستحق بذل الجهد فيها، وقد تأتي بنتائج طيبة، وهناك أخرى، مكتوب عليها الفشل قبل أن تبدأ. ومن النوع الذي يصعب عليه التغيير فيه هو: التدخل في الطباع الشخصية، فالطبع يغلب التطبّع، وأي محاولة لتغييره تنوء بالفشل، لأن لكل إنسان شخصية لها صفات ومواصفات تتغلغل في أعماق الإنسان وجذوره ترجع إلى تاريخ سابق في النشأة والتربية وأسلوب الحياة، وهذه الصفات لها إيجابيات وسلبيات، لهذا لا بد من قبول الشخصية بعللها بمحاسنها.
التغيير ترجمة الحب
وعن معنى قبول التغيير من جانب الزوج أو الزوجة، يؤكد الدكتور يسري عبد المحسن: القبول يعني المشاركة الوجدانية والفكرية والاجتماعية، والتوافق في الميول والاهتمامات، يعني أن هذه العادات يمكن تغييرها كنوع من التطبيع بين الشخصيتين، والتقبل، وفي النهاية يتم بالالتقاء في نقطة وسط، وكل هذا يترجم بأنه الحب الحقيقي. أما الإصرار على الرفض والنفور والعند ومحاولة التغيير من أي طرف من الأطراف، فهو نوع من أنواع الغباء الاجتماعي، وتضييع لفرصة المودة والرحمة والحب والمعاشرة الطيبة.
دراسة: قابل.. وغير قابل
وفي هذا السياق أثبتت دراسة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية، اعتمدت على آراء لبعض الزوجات حديثات الزواج ورأيهن في عملية تغيير الأزواج وكانت النتائج:
أن بعض الزوجات يصدمن بأزواج مصرين على سلوكياتهم، مدافعين عنها، وآخرين يتقبلون التغيير، ويظهر التغيير عليهم مرة واثنتين وثلاثاً، لكنهم ما يلبثوا ـ بعد فترة ـ أن يرتدوا إلى سلوكهم القديم. رغم أن المرأة في كل ما تفعله، تعبر عن حبها وإخلاصها، وليس من باب التحكم أو السيطرة، بدليل أنها كلما حاولت أكثر، كانت مقاومة الزوج أكبر!.
لعلم الاجتماع رأي
تعلق الدكتورة عزة كريم، المستشار الاجتماعي بالمركز، على هذه الدراسة قائلة: الرجل الشرقي بعامة يحتاج إلى أن تقبله زوجته، بغض النظر عن عيوبه، وأفضل أسلوب لمساعدته لكي ينمو ويتطور نحو ما تريد، هو التخلي عن محاولة تغييره بأي أسلوب!
فالحب المشروط فهو ليس حباً، بل مقايضة، على أن يعرف كل طرف يسعى للتغيير على أن هناك صفات قابلة للذوبان والتغيير، تتسرب تدريجياً من الشخصية وأخرى غير قابلة، لا تذوب «صخرية» تتكون شيئاً فشيئاً داخل شخصية الإنسان، وتصبح صخراً جامداً لا يلين، والزوجة الذكية هي التي تدرك الفرق.
التغيير الطيب
يضيف الدكتور يسري عبد المحسن، زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين بإنجلترا: أما التغيير الذي يأتي بنتائج طيبة فهو التغيير في العادات السلوكية الظاهرية، مثل عادة الأكل، النوم، الممارسات الاجتماعية، وعادات الحديث وعادات ممارسة الهوايات، والاهتمامات وعادات تبادل العواطف والمشاعر، والمجاملات.. كل هذه العادات الظاهرية السطحية في السلوك يمكن تغييرها، وتجوز إذا كان هناك قبول من الطرفين واستعداد للتفاهم والتضحية وتقديم التنازلات بعض الشيء.
14 طريقة للتغيير.. هل تجربين؟
في هذا الشأن وضع الدكتور جون راي، الطبيب النفسي المعروف عالمياً، أفضل الأساليب لمساعدة الرجل لكي ينمو، بشرط أن تتذكر المرأة عدة نقاط:
1 لا تطرحي عليه أسئلة كثيرة عندما يكون متضايقاً، حتى لا يشعر بأنك تحاولين تغييره.
2 لا تحاولي تحسين الزوج بأي أسلوب، لأنه يحتاج ـ أولاً ـ إلى الحب والتدعيم، وليس الرفض لكي يتغير.
3 لا تقدمي النصح من دون طلب، خوفاً من أن يشعر بأنه غير موثوق به أو مرفوض.
4 إذا أصر الزوج على الرفض، وأصبح عنيداً، فهذا يعني أنه لا يشعر بأنه محبوب، بل انه خائف من الاعتراف بأخطائه.
5 لا تنتظري تضحياته مقابل تضحياتك، فإنه سيشعر بأنه تحت ضغط التغيير.
6 تذكري أنه من الممكن أن تبوحي بمشاعر سلبية من دون أن تحاولي تغييره، فقط انطقي بها!
7 لا تتخذي عنه قراراته، فسيشعر بأنك تنصحينه، وانك غير راضية أو مسلمة بأسلوب تفكيره.
8 تجاهلي ضيقه، إلا إذا أراد أن يتحدث عن ذلك، هنا اظهري شيئاً من الاهتمام المبدئي، كدعوة للحديث والإدلاء برأيك.
9 شاركيه مشاعره بصدق، لكن من دون مطالبته بأن يتغير.
10 تمرني على الصبر، وثقي أنه سيعلم بنفسه ما يحتاج لأن يتعلمه، وانتظري حتى يطلب نصيحتك.
11 تمرني على أن تظهري له بأنه لا يلزم أن يكون كاملاً ليستحق حبك.. تمرني على الصفح.
12 قومي بأشياء من أجل نفسك، ولا تعتمدي عليه ليجعلك سعيدة.
13 اشركيه في مشاعرك ـ الفرحة والحزينة من دون أن تجبريه ماذا عليه أن يفعل؟ بل دعيه يأخذ مشاعرك بعين الاعتبار.
14 استرخي وتنازلي، وتمرني على تقبل العيوب، واجعلي مشاعره أهم من الكمال، ولا توبخيه أو تصححيه.