شعبان صديق جديد
رقم العضوية : 278 عدد المساهمات : 54 نقاط التميز : 15584 السٌّمعَة : 10
| موضوع: الوقت هو الحياه (3) السبت أكتوبر 16, 2010 2:25 am | |
| العائق الثالث : الفراغ وآه من الفراغ على شبابنا وأخواتنا !! آه من الفراغ وخطره !! والفراغ نعمة من آجل النعم ونحن لاندرى !! روى البخاري من حديث ابن عباس أنه صل الله عليه وسلم قال : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)) (2). قال الحافظ ابن حجر : فمن استغل صحته وفراغه في طاعة الله فهو المغبوط ومن استغل صحته وفراغه في معصية الله فهو المغبون . والفراغ أنواع : الفراغ القلبي ، والفراغ النفسي ، والفراغ العقلي . الفراغ القلبي : أن يفرغ القلب من الإيمان !! وهو أخطر أنواع الفراغ على الإطلاق . إذا فرغ القلب من الإيمان فصاحب هذا القلب ميت وإن تحرك بين الأحياء فالقلب وعاء الإيمان كما قال المصطفى في حديث النعمان الذي رواه الشيخان وفيه : ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب )) (3). القلب هو الملك والأعضاء جنوده ورعاياه فأن طاب الملك طاب الجنود ورعاياه وإذا خبث الملك خبثت الجنود والرعايا . فإن عمر القلب بالإيمان ما شعر الإنسان أبداً بالفراغ لأنه في كل لحظة سيتلذذ بالأنس بالله . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مساكين والله أهل الدنيا خرجوا من الدنيا ولم يتذوقوا أطعم وأحلى ما فيها . قيل : وما أطعم ما فيها ؟! قال : ذكر الله والأنس بلقائه . وفى الحديث الذي رواه أبو نعيم والديلمى وصححه الألباني من حديث عَلىّ أن الحبيب النبي صل الله عليه وسلم قال : (( مامن القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر فبينا القمر مضيء إذ علته سحابة ، فأظلم فإذا تجلت عنه أضاء)) (1) . فكذلك نور الأيمان في القلب إن حجب نور الإيمان بسحائب الظلم والذنوب والمعاصي فتر الإنسان عن طاعة الله . وفراغ القلب من الإيمان سيعرض القلب لكل أنواع الفتن لأن الفتن تعرض على القلوب كما قال صل الله عليه وسلم والحديث رواه مسلم من حديث حذيفة قال المصطفى صل الله عليه وسلم ((تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عودا فأي قلب أٌشْرِبَها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين قلب أسود مُرْبَادَّا كالكوز مُجَخِّياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرب من هواه وقلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض )) (2). فالقلب وعاء الإيمان ومحط الفتن فإذا فرغ القلب من الإيمان تعرض الإنسان لكل فتنة وتشربها في قلبه . وعلاج الفراغ القلبي بزيادة الإيمان إذ أن الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والذلات . يقول عبد الله بن مسعود : تفقد قلبك فى ثلاثة مواطن عند سماع القرآن وفى مجالس الذكر والعلم وفى وقت الخلوة بينك وبين ربك ، فأن لم تجد قلبك فى هذه المواطن فابحث عن قلبك فانه لا قلب لك !! فإن القلب يمرض والإنسان لا يدرى وإن القلب يموت والإنسان لا يدرى. إن الإنسان إذا مرض قلبه بمرض من الأمراض العضوية أسرعنا إلى الأطباء وهذه فطرة لكن القلب قد يمرض بالشهوات وقد يموت بالمعاصي والملذات وصاحبه لا يدرى على الإطلاق !!! يقول المصطفى كما في الصحيحين من حديث أبى موسى الأشعرى : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت) (1). فالذاكر لله حي وإن حبست منه الأعضاء والغافل عن ذكر الله ميت وإن تحرك بين الأحياء !! وخذوا هذه الوصفة البليغة من سفيان الثوري لرجل مرض قلبه ذهب إليه فقال : يا سفيان لقد ابتليت بمرض قلبي فصف لي دواء . فقال سفيان : عليك بعروق الإخلاص وورق الصبر وعصير التواضع ضع هذا كله فى إناء التقوى وصب عليه ماء الخشية وأوقد عليه نار الحزن على المعصية وصفَّه بمصفاة المراقبة وتناوله بكف الصدق واشربه من كأس الاستغفار وتمضمض بالورع وابعد عن الحرص والطمع يشفى مرض قلبك بإذن الله . أسأل الله أن يعيننا على هذا الدواء الناجح النافع . والفراغ النفسي : النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل إن لم تفطمها بالطاعات قادتك إلى المعاصي والذلات . النفس أمارة : (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي) [يوسف:53] فيا أيها الأخ الحبيب ويا أيها الوالد الكريم الفراغ النفسي مقتلة لشبابنا فإذا فرغت نفوسهم قاموا إلى كل معصية وانحرفوا في كل واد وفى كل طريق ضال . إذا لم يجد الشاب عملاً يقوم به ورأى نفسه في فراغ انشغل بالمعاصي .. انشغل بالفتن والشهوات .. انشغل بالأفلام والمبارايات والمسلسلات .. انشغل بالمجلات الخليعة الجنسية الماجنة .. وبقراءة القصص التي تحول الزهاد العباد إلى فساق فجَّار !!! والنفسُ إن ألجمتها بلجام الطاعة انقادت . لأن الله جل وعلا قد زكى النفس ودلَّها على الطريقين فقال : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس:7-9] وقال جل وعلا : (فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعـات: 37-41]¬¬¬¬ فالناس صنفان صنف قد انتصر على نفسه وقهرها وألجمها بلجام الطاعة وجعل النفس مطية إلى رضوان الله والجنة أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم . وصنف قهرته نفسه وانتصرت عليه نفسه وغلبته وقادته إلى كل شر فى الدنيا وإلى الهلاك فى الآخرة أسأل الله أن يحفظنا وإياكم من نفوسنا الأمارة بالسوء إنه ولى ذلك والقادر عليه . والفراغ العقلي : حياته دمار وآخرته بوار بدليل تصايح أهل النار وهم فى النار بين يدى الواحد القهار يتصايحون أنهم كانوا لا يحملون عقولاً لا يعقلون بها . قال الله جل وعلا عن هؤلاء : (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [الملك:10] فيا أيها الأخ الحبيب لقد آتانا الله عقولاً هي من أعظم نعم الله علينا . يقول الشيخ محمد حسان حينما ذهبنا لزيارة إخواننا وأخواتنا في مستشفى الأمراض العقلية ودخلنا عنبرا للنساء ورأينا النساء بين أيدينا وقد أعطاهن الله كمال الخلق وفجأة اقتربت منا فتاة فى الثانية والعشرين من عمرها ثم بعد ذلك رأينا هذه الفتاة قد أخذت جانبا فى العنبر وتجردت من كل ثيابها كما ولدتها أمها فخرجنا وقلت لإخواني يومها : أشهد الله ثم أشهدكم إنني ما عرفت قدر نعمة العقل إلا في هذه اللحظة .
| |
|
طعم البيوت المشرف العام
رقم العضوية : 178 عدد المساهمات : 3435 نقاط التميز : 22882 السٌّمعَة : 14
| موضوع: رد: الوقت هو الحياه (3) السبت أكتوبر 16, 2010 9:16 am | |
| بارك الله فيك | |
|