سيرة الرئيس جمال عبد الناصر

صور للزعيم الخالد جمال عبد الناصر

مع شو إين لاي ، رئيس الصين الشعبية

مع جوزيف بروز تيتو "يوغسلافيا"

عند أبو سمبل

مع الأمبراطور هيلاسلاسي "الحبشة .. إثيوبيا"

مع جواهر لال نهرو "ألهند"

مع الرئيس "النميري" السودان

مع شكري القوتلي

مه "إبنته هدي"

مع أولاده الثلاثة

جسد
الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر ، بنضاله، وفكره،ومواقفه القومية
والتاريخية رمزاً للأمة العربية ، وقلباً ينبض رغم سنوات طويلة مضت على
رحيله عن هذه الدنيا ،ولإلقاء الضوء على حياة الزعيم الخالد عبد الناصر
،فقد ولد جمال عبد الناصر يوم الخامس عشر من شهر يناير عام 1918
ميلادي،في شارع 18 بحي باكوس الشعبي بمدينة الإسكندرية ، لأسرة كريمة من
أسر الفلاحين تنحدر من قرية بني مر، بمحافظة أسيوط في الصعيد المصري ، وقد تلقى تعليمه الابتدائي متنقلاً بين
عدة مدارس بالإسكندرية وضواحيها ، بحكم طبيعة عمل والده في مصلحة البريد ،
ثم إنتقل إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية فيها ، والتحق بعدها جمال
بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية،عام1929 ،وقضى بها عاماً واحداً،
ثم نقل في العام التالي إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العمل بمصلحة البريد هناك.

وفي
تلك المدرسة تكون وجدان جمال عبد الناصر القومي العروبي، ففي عام 1930
استصدرت وزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور 1923 فثارت
مظاهرات حاشدة للطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستورالملغى.

ويتحدث
الزعيم جمال عبد الناصر عن أول مظاهرة اشترك فيها فيقول: "كنت أعبر ميدان
المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً ،بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين
قوات من البوليس، ولم أتردد في تقرير موقفي، فلقد انضممت على الفور إلى
المتظاهرين، دون أن أعرف أي شيء عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله،
ولقد شعرت أنني في غير حاجة إلى سؤال، لقد رأيت أفراداً من الجماهير في
صدام مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادي للسلطة.

ومرت
لحظات سيطرت فيها المظاهرة على الموقف، لكن سرعان ما جاءت إلى المكان،
الإمدادات،حيث وصلت حمولة لوريين من رجال البوليس لتعزيز القوة، وهجمت
علينا جماعتهم، وإني لأذكر أني في محاولة يائسة ،ألقيت حجراً، لكنهم
أدركونا في لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكني حين التفت هوت على رأسي عصا من
عصي البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من
رأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية.

ولما
كنت في قسم البوليس، وأخذوا يعالجون جراح رأسي، سألت عن سبب المظاهرة،
فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة في ذلك الوقت، للاحتجاج على
سياسة الحكومة.

وعندما أنهى جمال عبد الناصر المرحلة الثانوية، كان عمره تسعة عشر عاماً، ففكر في الالتحاق بالكلية الحربية ، إلا أنه لم يتمكن من ذلك ، فلجأ إلى دراسة القانون ، وفي تلك الأثناء فتحت الكلية الحربية أبوابها
لقبول دفعة استثنائية ، فتقدم إليها ،وقبل ،وتخرج منها برتبة ملازم ثان
عام 1938 ميلادي ،وكان قد عرف عنه وقتها من المقربين إليه ،الجرأة في الحق ،
والإلتزام العالي بالمباديء، كما عرف بالشجاعة والقدرة الهائلة على تشخيص
مواقع الخلل ، وتحليل الأحداث ، واستشراف المستقبل وفق منهج علمي دقيق ،
وحس مسؤول ونظر ثاقب، كما عرف فيما بعد بالثقافة العالية والنهم الشديد
للمطالعة

و
يظهر شغف الزعيم الخالد، بقراءة التاريخ والموضوعات الوطنية، فقرأ عن
الثورة الفرنسية وعن "روسو" و"فولتير" وكتب مقالة بعنوان "فولتير رجل
الحرية" نشرها بمجلة المدرسة. كما قرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوس
قيصر" و"غاندى" وقرأ رواية البؤساء لـ "فيكتور هيوجو" وقصة مدينتين لـ
"شارلز ديكنز".(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).
(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).

كذلك
اهتم بالإنتاج الأدبي العربي فكان معجباً بأشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم،
وقرأ عن سيرة النبي محمد وعن أبطال الإسلام وكذلك عن مصطفى كامل، كما قرأ
مسرحيات وروايات توفيق الحكيم خصوصاً رواية عودة الروح التي تتحدث عن ضرورة
ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم ودفعهم نحو النضال في سبيل الحرية
والبعث الوطني.

وفور
تخرج جمال عبد الناصرمن الكلية الحربية، عين بسلاح المشاة في محافظة أسيوط
، ثم نقل في العام الذي يليه إلى السودان ، ورقي إلى رتبة ملازم أول ،
وعمل بعد ذلك بمنطقة العلمين ، وفي عام 1942
ميلادي ،تولى قيادة إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك ، ثم انتدب للتدريس
في الكلية الحربية ، والتحق فيما بعد بكلية أركان الحرب ، وتخرج منها عام
1948 ميلادي ، وشارك في نفس العام في معركة الفالوجة بفلسطين ،حيث التقى
هناك بقادة المقاومة الفلسطينية للتنسيق والتشاور، حول سبل رفع درجة
المقاومة ، وقد كانت تلك المشاركة إحدى الأسباب التي دفعته لتشكيل تنظيم
الضباط الأحرار، الذي عقد أول اجتماع له في شهر يوليو عام 1949 بمنزله.

في
عام 1950 انتخب جمال عبدالناصر رئيساً لتنظيم الضباط الأحرار، الذي توسع
فيما بعد وضم إلى صفوفه ضباطاً من مختلف الرتب والمواقع والقطاعات ، وأصبح
يعد ويرتب لقيام الثورة ، وفي ليلة الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1952
قامت تلك الثورة ، وقضت على النظام الملكي وطردت الملك فاروق ، وأعلنت
الجمهورية برئاسة اللواء محمد نجيب ،
ثم تحول تنظيم الضباط الأحرار إلى مجلس لقيادة الثورة ، وأصبح جمال
عبدالناصر الذي أعد للثورة وخطط لها قائداً لهذا المجلس ورئيساً للجمهورية ،
وبدأ في تنفيذ الأهداف التي قامت من أجلها الثورة بنجاح ، حيث قام ببناء
المساكن ، ونشر المزارع على ضفاف نهر النيل ، وبنى المصانع ، واستحدث
المرافق الخدمية لتلبية احتياجات الشعب المصري ، وعزز تلك الإنجازات وحماها
بالقوانين الاشتراكية لمحاربة الإقطاع ومناصرة الفلاحين.

وقد
بدى واضحاً أن الرجل بسياساته العروبية القومية،وخطه التحرري قد بدأ يزعج
أعداءه ،ففي يوم 26اكتوبر1954 ميلادي، وفى ميدان المنشية بمدينة الاسكندرية
، وبعد ان انطلقت ثمانى رصاصات فى سماء الميدان نحو صدر جمال عبد الناصر ،
ظل الرجل واقفا صامدا متحديا الاغتيال ومتحديا القاتل ، ووسط دوي الطلقات
استمر جمال عبد الناصر قائلا للجماهير المحتشدة فى الميدان : " فليبق كل فى
مكانه ، فليبق كل فى مكانه ، إننى حي لم أمت ، ولو مت فإن كل واحد منكم هو
جمال عبد الناصر ،لقد ثرت من أجلكم وسأموت في سبيلكم ، ولن تسقط الراية".

كان
هذا الموقف التلقائي الذى بادر به جمال عبد الناصر إنما يعبر عن صورة
جماهيرية ناجحة بكل المقاييس تعبر عن موقف الرجل والجماهير فى نفس الوقت ،
وهي هنا تستند على أساس من القناعة الراسخة بعظمة الجماهير التى يسعى
لقيادتها وأمله فى إمكانية تحقيق مستقبل مبشر ومشرق لهذا الشعب ، فالذي
يؤمن بشعبه ،يؤمن شعبه به، والزعيم الحقيقي يتملك أفئدة وعقول الشعب ،
ويحقق لديهم الأمل في تحقيق المستقبل الواعد المشرق.

وفي عام 1954 ميلادي، وقع جمال عبدالناصر مع القوات البريطانية معاهدة الإجلاء ، التي رحلت بموجبها تلك القوات عام 1956 ميلادي من مصر، بعد احتلال لها دام ثلاثة أرباع القرن ،كما
ورفض جمال عبد الناصر سياسة الأحلاف ، كحلف بغداد ومشروع إيزنهاور، واصفاً
إياها بأنها تقوم على سياسة الذئب مع الحمل ، ولا بد أن يأكل الذئب الحمل.

ووقف إلى
جانب الثورة الجزائرية التي تفجرت عام 1954 ميلادي ، ولم يتخل عنها حتى
تحقق انتصار واستقلال الجزائر عام 1962 ميلادي ، كما وقف إلى جانب الشعب
اليمني في ثورته ضد حكم ألإمامه ، الذي تخلص منه عام 1962ميلادي.

في عام 1956 اتخذ جمال عبدالناصر موقفًا جريئًا وشجاعًا ،عندما إتخذ قرار تأميم قناة السويس ، فما كان
من بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني ،إلاَ أن شنت عدواناً على مصر في نفس
العام ، عرف بالعدوان الثلاثي ، ولكن المقاومة الشعبية المصرية بقيادة
جمال عبدالناصر واجهته ودحرته.

في الثاني والعشرين من شهر فبراير
عام 1958 ميلادي، أعلن جمال عبدالناصر عن قيام أول وحدة عربية في التاريخ
العربي المعاصر بين مصر وسوريا ، تحت إسم الجمهورية العربية المتحدة .

وكان
قيام هذه الوحدة التي مر عليها الآن أكثر من خمسين عاماً ، وحدة غير
مسبوقة بين مصر عبد الناصر وسوريا العروبة ،وفي مثل هذه الأيام وقتها، كانت
الجماهير العربية تهتف لهذه الوحدة وتحتضن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر
في دمشق الأمويين ، ولكن وللأسف والألم يعتصرنا اليوم نتذكر جريمة
الانفصال، التي نفذتها قوى الاستعمار والرجعية والصهيونية،وأعداء الوحدة،
في تحالف شيطاني استهدف قلب الأمة العربية، في الثامن والعشرين من شهر
سبتمبر عام 1961 ميلادي وفوتت على العرب فرصة تاريخية لو استمرت لتوسعت
دولة الوحدة في زمن الدول القومية، وهو ما أحدث ردود فعل ومظاهرات غاضبة في
كل الوطن العربي، أبرزها المظاهرة الوحدوية التي نظمها وقادها الطالب
الثائر معمر القذافي في الخامس من شهر أكتوبر من عام 1961 ميلادي ، بمدينة
سبها الليبية .

إن
إعلان قيام الجمهورية العربية المتحدة بين القطرين المصري والسوري علي يد
البطل القومي والزعيم الخالد جمال عبد الناصر ،كان أيضاً إستجابة صادقة
للقوي الوحدوية في سوريا وعلي رأسهم الرئيس الراحل شكري القوتلي،وهي دليل
قاطع على أن أمتنا العربية العظيمة قادرة في أي وقت وزمان ،على أن تنتفض
وتستعيد مجدها وعظمتها ودورها التاريخي بين الأمم ، لأنها تستند في جوهرها
وأسس وجودها على ثقافة وهوية واحدة ، وعلى أسس تاريخية من لغة وعرق وحاضر
ومستقبل وتحديات واحدة ،و هي ما يجعل من الوحدة العربية حتمية تاريخية ،
وفي ذات الوقت فإن حركتها التاريخية كانت وما زالت تجسد وهج الثوار
والأحرار والقوى الحية في أمتنا العربية ، وما ثورة يوليو التاريخية
المجيدة الثورة الأم، التي تفجرت في الثالث والعشرين من يوليو عام 1952
بقيادة البطل والزعيم القومي الخالد جمال عبدالناصر ، وقيام الثورة في
الوطن العربي وفي مقدمتها ثورة الفاتح العظيم إلا نموذج يسير وفق هذا
السياق التاريخي.

لقد
كانت الوحدة العربية في الأساس هي الإستراتيجية التي تقوم عليها ومن أجلها
الثورات العربية قاطبة ، باعتبارها تجسد طموحات شعبنا العربي من المحيط
إلى الخليج ،وطريقها في تحقيق ذاتها وهويتها القومية وحرية إرادتها وترابها
، ولابد أن يعي العالم وفي طليعته جماهير الأمة العربية إن إخفاق هذه
التجربة الوحدوية الرائدة بفعل الهجمة الشرسة والتي وصلت حد تآمر الثالوث
المعادي للأمة من امبريالية وصهيونية ورجعية عربية ،لا يعني القضاء على
فكرة الوحدة العربية أو إحباط القوى القومية ، وكان من أبرز عناوين رفض
الانفصال والإصرار على مبدأ الوحدة الإنتفاضة الطلابية التي قادها الطالب
معمر القذافي في الخامس من شهر أكتوبر في
مدينة سبها ،وقيام المظاهرات في العراق وسوريا والسودان واليمن وغيرها من
الدول العربية، ولا يفوتنا في هذه الذكري أن نبرز المبادرات الوحدوية التي
قام بها الثوار العرب وفي مقدمتهم ثورة الفاتح وقائدها معمر القذافي والذي
حمله عبدالناصر أمانة القومية العربية والوحدة العربية وفي هذا الشأن لابد
أن يسجل التاريخ أكثر من أربعة عشر مبادرة وحدوية كان أخرها مشروع الإتحاد
العربي الذي أحجم النظام العربي الرسمي عن تنفيذه تفريطاً في القضية
وإذعاناً ورضوخاً لإملاءات أعداء الأمة.

إن ما يجري على الساحة العربية اليوم من إحتلال قائم ودائم وقادم في
فلسطين ولبنان والعراق والجولان والصومال والسودان وغيرها ، ومحاولات فرض
تقسيم الوطن العربي ووصول الوضع المزري لسياسات النظام العربي الرسمي حد
الوساطة بين العرب والصهاينة ضد المقاومة الفلسطينية والقوى الشعبية
العربية الرافضة للخضوع والإذعان للإحتلال ومخططات الإمبريالية العالمية في
الوطن العربي والمنطقة ، وما يجري من تطبيع مع العدو الصهيوني كل هذا يصب
في اتجاه فرض هذا الكيان العنصري الدخيل على المنطقة ودعماً رسمياً
للمخططات الصهيونية في وطننا الكبير. ونحن اليوم نتذكر ونأمل ونسعى إلى ضم
أخوتنا عرب المشرق إلى الفضاء الإفريقي العملاق حماية لهم من التمزق.

وعود
على بدأ ، ففي شهر يناير من عام 1960 ميلادي، بدأ جمال عبدالناصر،أهم
المشاريع الإستراتجية لجمهورية مصر العربية ، وهو بناء السد العالي.

وفي
26يوليو من عام 1961 ميلادي أصدر جمال عبد الناصر، قرارات تصحيح الوضع
الزراعي والاقتصادي في مصر، التي حددت الحد الأعلى للملكية الزراعية ،
وأممت المؤسسات الكبرى التي كانت محتكرة من الخارج فتحررت مصر بذلك من كل
الاتفاقيات المبرمة مع إنجلترا ، وفرنسا ، وفي عام 1962 ميلادي أعلن عن قيام الإتحاد الاشتراكي.

كان
لجمال عبدالناصر حضوراً بارزاً ومؤثراً على الصعيد الأفريقي ، حيث شارك في
مؤتمر الدار البيضاء عام 1962 ميلادي ، ومؤتمر أديس أبابا عام 1963 ميلادي
، وكان أحد أبرز مؤسسي منظمة الوحدة الأفريقية التي انبثقت عن ذلك
المؤتمر.

لقد
كانت القضية هاجس الزعيم الخالد ، وهو منذ مشاركته في حرب1948 ، وتواجده
مع القوات المصرية في الفالوجة بفلسطين يفكر بتحرير الأرض الفلسطينية
المغتصبة ، وقدم الدعم للمقاومة الفلسطينية.

وفي غمرة سلسلة الإنجازات
الهائلة التي حققها جمال عبدالناصر تعرضت مصر،والأمة العربية إلى نكسة عام
1967 ميلادي ، فتحمل جمال عبدالناصر المسؤولية وقدم استقالته ، ولكن الجماهير
العربية رفضتها وخرجت في مظاهرات عارمة يومي 9 /10 من شهر يونيو67، مما
جعله يعدل عن الاستقالة إستجابة لمطالب تلك الجماهير ، التي كان وفياً لها ،
وقال عنها " لقد أعطتني هذه الأمة ما لم يخطر لي على بال ، وليس لدي ما
أعطيه لها سوى كل قطرة من دمي".

في
عام 1968 بدأ جمال عبدالناصر في مرحلة الإعداد لحرب الاستنزاف ، وعلى إثر
قيام ثورة الفاتح العظيم في ليبيا في الأول من شهر الفاتح/سبتمبر عام 1969
ميلادي قام جمال عبدالناصر عام 1970 ميلادي بزيارة إليها ، والتقى بقائد
ثورة الفاتح العقيد معمر القذافي ، و خاطب الجماهير الحاشدة التي خرجت لاستقباله قائلاً :- " إنني أترككم وأنا أقول إن أخي معمر القذافي هو الأمين على القومية العربية وعلى الوحدة العربية".

في
الثامن والعشرين من شهر الفاتح عام 1970 ميلادي وبعد انتهاء مؤتمر القمة
العربية بالقاهرة، تلقت الأمة العربية وأفريقيا بحزن شديد نبأ وفاة البطل
الخالد جمال عبدالناصر المفاجئة ، وهي في
أشد وأمسّ الحاجة إلى مزيد من عطائه ومواقفه القومية والتحررية ، التي زرع
بذورها وجسدها قولاً وعملاً في الوطن العربي وأفريقيا والعالم الثالث
كافة.

إن
زعامة عبد الناصر تختلف من حيث المادة التى تتركب منها ، إنها تنبثق عن
الشعب ، عن مجموع طبقاته وفئاته وأفكاره ، وهي تنبثق عن أماني الشعب ، عن
مطالبه التى نادى بها منذ قرن على الأقل ، وعن شعاراته التى رفعها منذ أن
عرف العمل السياسى الحديث ، وعن أحلامه التى أخذت تتراءى له منذ أن أقلقت
باله كوابيس التخلف والاستعمار والتفرقة والفاقه ، وعن تراثه وكيانه القومى
ومصالحه العامة ، إنها باختصار ، تمثل أغلبية العرب.

ومما
كتبه الكاتب الفرنسى " جان لاكوتير " والذى كان على صلة وثيقة ومعرفة
كاملة بشخص الرئيس جمال عبد الناصر منذ ان كان مراسلا لجريدة لاموند
الفرنسية فى القاهرة فقد كتب اكثر من كتاب عن عبد الناصر ولكنى اريد ان اضع
خطوط تحت ما سطره فى كتابه " ناصر " وهو يصف احداث تشييع جنازة جمال عبد
الناصر فيقول :" إن هذه الجموع الغفيرة فى تدافعها الهائل نحو الجثمان إلى
مثواه الأخير لم تكن تشارك فى تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير ، لكنها كانت
فى الحقيقة تسعى فى تدفقها المتلاطم للاتصال بجمال عبد الناصر الذى كانت
صورته هى التجسيد المطلق لكينونتها ذاتها".

إن كل ذلك قد أصبح الآن تاريخا ، لقد مضى عبد الناصر ولكن
صورته باقية ،وما أصبحت ترمز إليه من الإحساس بالكرامة والعزة، لقد كان
لجمال عبد الناصر صورة جماهيرية طبيعية وغير مصطنعة ، نفذت إلى قلوب
الجماهير العربية ووجدانها فى أقطار لم يكن لعبد الناصر سلطان عليها .

لقد
كانت هذه الصورة نتاج طبيعي لارتباطه بتراب وطنه وطموح أمته، التي جسدها
فى شخصه حتى أصبح هو ذاته مادة مثالية لدراسة حالة نادرة من تحليق صورة
الزعيم السياسى فى آفاق لم يسبق أن وصل إليه أحد حتى الآن.

ويرتبط
بهذا شرط آخر لا يمكن فصله عنه ، وهو أن يكون لدى الزعيم تصور لدوره فى
قيادة الشعب إلى المستقبل الواعد والمشرق لأن هذا سينعكس فى النهاية على
صورته الجماهيرية بحيث توحى للجماهير بأن هذا الرجل بعينه هو الذى يستطيع
أن يوصلها إلى الغد المشرق الواعد الذى ينتظرها.

وللتدليل على هذا فلقد كتب جمال عبد الناصر فى كتابه فلسفة الثورة:-

إننا
نعيش فى مجتمع لم يتبلور بعد ، وما زال يفور ويتحرك ، ولم يهدأ حتى الآن
أو يتخذ وضعه المستقر ويواصل تطوره التدريجى بعد مع باقى الشعوب التى
سبقتنا على الطريق.

وهذا
يؤكد أن شعور بل وإيمان جمال عبد الناصر بعظمة الشعب المصري لم يكن شعورا
رومانسيا وإنما هو شعور واقعي وحقيقي يدرك مواطن القوة كما يعي أيضا مواطن
الضعف التى ينبغى التغلب عليها ، ومن ثم فإن أمله فى المستقبل الواعد
والمشرق قناعة راسخة قائمة على فهم واع وعميق للحقيقة والواقع.

ويقول جمال عبد الناصر في إحدى خطبه سنة 1963 ميلادي:

ده كان المجتمع القديم اللى احنا اتوجدنا فيه . . قامت ثورات كثيرة . . قامت ثورة فى زمن الخديوي توفيق ، لما قام عرابى وقال:-

لقد
ولدتنا أمهاتنا أحرارا ونحن لم نورث ولن نورث أبدا لأى فرد ولو كان
الخديوى توفيق . . خدوه الانجليز ، وجم نفوه ، ولكن هل قدروا بعد أن نفوا
عرابى وزملاء عرابى إنهم يقضوا على الحرية فى هذا البلد ، أبدا ، بدليل إن
إحنا النهاردة أحرار والبلد بتاعتنا ، وإن إحنا نبني هذه البلد كما نشاء ،
بمكن السنين طالت أو الزمن طال ، ولكن البلد بتاعتنا.

من
المسلم به أنه يجب أن تكون الصورة الجماهيرية الناجحة للزعيم أن تكون
الصفات التى تمثلها تلك الصورة موجودة فعلا لدى صاحبها وليست مقحمة على
شخصيته ، فمن غير العقول أن يكون الرجل أو المقربون منه فاسدين ونحاول
تصويره كطاهر اليد ، أو أن يكون ألوب حياته يتسم بالأبهة ونصوره على أنه
يحيا حياة بسيطة مثله كمثل أى مواطن عادى ، ذلك أن رجل الشارع لديه الفراسة
الفطرية دائما والتى تمكنه من يكتشف ما هو حقيقى مما هو مزيف.

وهنا
نجد أن الجماهير المصرية والعربية كانت على قدر كبير من الوعي ليس فقط من
الحكم على صحة صورة جماهيرية تمتع بها جمال عبد الناصر أثناء حياته وإنما
مكنها أيضا من التصدى لمحاولات العبث بهذه الصورة بعد مماته ، فللزعيم
الخالد الكثير من الصفات العطرة، ومن بين هذه الصفات على سبيل المثال لا
الحصر ، الإستقامة.

وطهارة
اليد، وعفة اللسان، والخلق الحميد الطيب ،وقوة الشخصية ،وسعة الصدر والحزم
والعفو ،وهنا يمكن إضافة خصائص اخرى لها أهمية فى مجتمعنا العربي مثل
الطلاقة فى الحديث والخطابة، والمظهر الصحي ،وخفة الدم، والتحدث بلغة
يفهمها الشارع وتستهوى الجماهير.

وهكذا
فقد ظل جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة حتى رحل في 28
سبتمبر 1970،ولكنه خالد في قلوب وعقول كل المؤمنين بحتمية خيار الوحدة
والحرية.

جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

شكرا لك و جزاك الله خيرا
و يبقى دائما رمز من رموز الأمة العربية
يعطيك العافية
الله يوفقك

شخصيات مرت فى وطننا العربى’ ستبقى فى ذاكرة التاريخ ومنها

الرئيس الراحل جمال عبدالناصر

شكرا لكى يا اميرة الورد لمرورك العطر

سيرة الرئيس جمال عبد الناصر Kids33-sooar_org

سيرة الرئيس جمال عبد الناصر Kids33-sooar_org

» جمال الطبيعة
» سر جمال شخصيتك في : ( لا ) ... ( لماذا ) .... ( اذن)
» ملكة جمال الأطفال
» جمال وعقل وقلب الرجل
» جمال بشرتك يبدأ بطعامك